من طرف عبدالله محمد الخميس أكتوبر 16, 2008 2:46 pm
ص 193
وقد أوحى الله إلى داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : يا داود قل للصديقين بي فليفرحوا وبذكري فليتنعموا ) . يعني أن من كان كثير الصدق في الأقوال والأفعال والأحوال فلا ينبغي أن يفرح إلا بكونه عبداً لذي العزة والجلال ولا يتلذذ إلا بذكر الكبير المتعال . فإنه إذا كان بهذه المثابة يبلغه سيده الآمال
( والله تعالى يجعل فرحنا وإياكم به وبالرضا منه وأن يجعلنا من أهل الفهم عنه وأن لا يجعلنا من الغافلين وأن يسلك بنا مسلك المتقين بمنه وكرمه ) آمين
المناجاة الإلهية
ص 195 - إلهي أنا الفقير في غناي . . . - أنا الجاهل في علمي
المناجاة الإلهية
وقال رضي الله عنه في مناجاته وكلها حكم عجيبة لها في القلوب تأثيرات غريبة لا سيما إذا استعملت في الأسحار فإنها تكسو القلوب جلابيب الأنوار
( 1 ) إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري ؟
( 2 ) إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي ؟
يعني أنا الفقير إليك في الحالة التي تغنيني فيها والجاهل في حال علمي فإن فقري وجهلي من صفاتي الذاتية والغنى والعلم من الصفات العرضية والعارض بصدد الزوال فلا تتوهم أيها الناظر أن فيه الجمع بين المتنافيين تكن من أهل الكمال . وقدم المصنف هذا بين يدي دعائه ليكون أرجى للإجابة كما قال بعضهم في قوله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } ( 55 ) الأعراف التضرع في الدعاء أن تقدم إليه افتقارك وعجزك لا أن تقدم إليه صلواتك وفعلك . وقال
ص 196 - إلهي أن اختلاف . . . - مني ما يليق . . . - وصفتَ نفسكَ
سهل بن عبد الله : ما أظهر عبد فقره إلى الله تعالى في وقت الدعاء في شيء يحل به إلا قال لملائكته : لولا أنه لا يحتمل كلامي لأجبته لبيك
( 3 ) إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء
يعني أن اختلاف ما تدبره يا الله في المخلوقات بالصحة والمرض والغنى والفقر والطاعة والمعصية والقبض والبسط والقناعة والحرص ونحو ذلك وسرعة حلول ما تقدره عليهم منعا عبادك العارفين بك عن سكونهم إلى عطاء منك سواء كان دنيوياً كالأموال أو دينياً كالمعارف وعن يأسهم منك في رفع بلاء عنهم أوقعته بهم سواء كان دنيوياً كفقر أو دينياً كمعصية لأن العبرة بالخواتم والنهايات . فكم من ذي مال صار فقيراً وكم من فقير صار غنياً وكم من مريض صار صحيحاً وكم من صحيح صار مريضاً وكم من طائع صار عاصياً وكم من عاص صار مطيعاً فنسأله سبحانه حسن الختام بجاه النبي E
إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك
أي مني ما يليق بلؤمي الذي هو وصف العبيد من مبارزتك بالذنوب ومنك ما يليق بكرمك الذي هو وصف الربوبية من التجاوز والعفو وستر العيوب وهذا الكلام من ألطف آداب الدعاء ولا يخيب عبد به إلى الله التجأ
( 5 ) إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي
يعني أن اللطف والرأفة التي هي شدة الرحمة قد اتصف بهما سبحانه في
ص 197 - إلهي إن ظهرت المحاسن . . . - كيف تكلني إلى نفسي
الأزل . فقال : { اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } ( 19 ) الشورى . أي مريد بهم الرفق والرحمة فيما لا يزال ولا يتصور أن يمنع العبد منهما بعد وجوده فإن وعده سبحانه لا يخلف
( 6 ) إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وإن ظهرت المساوي مني فبعدلك ولك الحجة علي
أي إن ظهرت أنواع الطاعات والصفات المحمودة مني فبفضلك ولك المنة أي الامتنان علي بشهادة : { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } ( 21 ) النور وملاحظة : { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } ( 40 ) النور . وإن ظهرت المساوي أي أنواع المعاصي والصفات المذمومة مني فبعدلك لا بطريق الظلم فإنك متصرف في ملكك ولك الحجة عليّ لأنك رب وأنا عبد فتقول : لم فعلت يا عبدي وليس لي عليك حجة بأن أقول إن ذلك بتقديرك يا ربي فإن ذلك شأن الجاهل وأما العالم فيقول : المالك يتصرف في ملكه كيف يشاء بذوق { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } ( 23 ) الأنبياء
( 7 ) إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي ؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي ؟ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ؟
يعني أن من أسمائه تعالى الوكيل أي الكافي والناصر أي مانع الضيم والذل والحفي - بالحاء المهملة والفاء - أي اللطيف وهذه الأسماء تقتضي
ص 198 - ها أنا أتوسل
وجود آثارها من كفاية العبد ونصرته واللطف به
( ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك ؟ أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك ؟ أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك ؟ أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك ؟ أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت وإليك ؟ )
لما كان أعظم ما يتوسل - أي يتقرب به العبد إلى مولاه - فقره إليه في كل حال من الأحوال لكونه مقتضى العبودية بلا اشتباه قال المصنف : ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك ثم إنه ترقى عن هذا المقام ورأى أن التوسل بالفقر معلول عند العارفين الأعلام فإن توسل العبد به يقتضي شهوده له واعتماده عليه ورأى أيضاً أنه لا مناسبة بين المتوسل به والمتوسل إليه فقال : وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك ؟ فلا يصح التوسل بالفقر من هذا الوجه عند العارفين كما هو مقتضى الحقيقة والأول مقام السالكين وهو مقتضى الشريعة . ويناسب مقام العارفين ما حكي أن سيدي أبا الحسن الشاذلي دخل على شيخه سيدي عبد السلام فقال له : يا أبا الحسن بماذا تلقى الله تعالى ؟ فقال له : بفقري . فقال له الشيخ : والله لئن لقيت الله بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم ولا تصح حقيقة الفقر إلا بالغيبة عن الفقر وإلا كنت غنياً بفقرك . آه ثم أن المصنف ترقى إلى مقام الخليل المقتضي لترك الدعاء والتسليم إلى الملك الجليل فتعجب من نفسه في حال السؤال السابق وقال : أم كيف أشكو حالي وهو لا يخفى عليك ؟ فإن الخليل لما قال له جبريل : - عندما أراد النمرود أن يلقيه في النار - سل مولاك . فقال : حسبي من سؤالي علمه بحالي . ثم تعجب أيضاً من كونه يسأل بقوله : أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك ؟ يعني أن العبد لا تنسب إليه الترجمة والسؤال فإن الذي أنطق لسانه إنما هو الكبير المتعال ومن أنطق لسانه عالم بأحواله فهو المسؤول الذي يتفضل عليه عند تحريك لسانه بحصول آماله ولذا قال : أم كيف تخيب آمالي - أي ما أؤمله وأرتجيه من كل ما يرام - وهي قد وفدت - أي توجهت - إليك كما تتوجه
ص 199 - إلهي ما ألطفك . . - ما أقربك . . - ما أرأفك بي . . - قد علمت
الوفود إلى الكرام وأنت أكرم الأكرمين فافعل بنا ما أنت أهله يا أرحم الراحمين . ثم إنه ترقى عن مقام نسبة التقصير للنفس الذي اقتضته هذه التعجبات لأنه غير لائق بالعارفين لما فيه من رؤية النفس وملاحظة حالها والعارف لا يرى غير الله ويرى أن الأحوال كلها حسنة من حيث نسبتها له فقال : أم كيف لا تحسن أحوالي الباطنية والظاهرية وبك قامت ؟ - أي صدرت - وإليك رجعت لأنك المقصود بها
( 8 ) إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي
ما تعجبية أي ما أكثر لطفك ورفقك بي مع جهلي العظيم بعواقب الأمور فربما أقصد ما فيه ضرر فيمنعني لطفك عنه ويرشدني إلى ما فيه النفع والسرور وما أعظم رحمتك بي مع فعلي القبيح المقتضي - لولا عظيم إحسانك إلي - للتأديب والتقبيح
( 9 ) إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك
أي ما أشد قربك مني بالإحاطة والاقتدار وما أبعدني عنك بصفاتي التي لا تليق للقرب من العزيز الغفار ثم ترقى فقال :
( 10 ) إلهي ما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك ؟
أي ما أشد رأفتك بي التي أفنى بها عن رؤية نفسي فما الذي يحجبني عنك أي فلا حاجب لي عن الرب المعبود ما دمت في هذا الشهود
( 11 ) إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك أن تتعرف إلي في كل شيء حتى لا أجهلك في شيء
يعني قد علمت باختلاف الآثار علي التي هي تنقلات الأطوار أي الأحوال من صحة ومرض وغنى وفقر وعز وذل وقبض وبسط وطاعة وعصيان إلى غير ذلك من الشؤون التي تبديها ولا تبتدئها بشهادة { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } ( 29 ) الرحمن وأيقنت أن مرادك مني أن تتعرف إلي تعرفاً خاصاً في كل
ص 200
الإثنين ديسمبر 01, 2014 6:10 am من طرف عبدالقـــادر
» ارخص اسعار الحج السياحى طيران من مصر مع سلطانة تورز 2014
السبت يونيو 07, 2014 3:59 am من طرف احمد تركى
» فك السحر فك العمل فك المس علاج المس فلاج قراني للسحر
الخميس ديسمبر 26, 2013 11:00 am من طرف انا فيروز
» بشـــــــــــــــــــرى لكـــــــل ربــه منزل وسيده اخيــــــــرا
الإثنين ديسمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف انا فيروز
» الهي ادعوك وارجوك فما من اله غيرك يدعى فيرجى فيجيب الا انت يا الله
الأحد أكتوبر 21, 2012 1:05 am من طرف amho2005
» عيد الاضحىالمبارك اعاده الله علينا وعليكموعلى كل من قال لااله الا الله محمد رسول الله بكل الخير والسلام
السبت أكتوبر 13, 2012 8:08 am من طرف سلطان العاشقين
» يسرنا نحن مكتب أبراج مكة للعمرة والزيارة أن نقدم خدماتنا لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وأداء مناسك العمرة . وخدماتنا متمثلة في :
الخميس يونيو 28, 2012 2:50 am من طرف سلطان العاشقين
» عجبت لابن ادم كيف لايسال مولاه في كل حال فيما يريد 00 ويسال الخلق الحلول
الثلاثاء يونيو 26, 2012 11:49 am من طرف سلطان العاشقين
» الحب الحب لله والحب بالله 0 والحب لكل ماخلق الله 0 الحب طريق الايمان
الأربعاء مايو 30, 2012 1:47 am من طرف سلطان العاشقين