مقدمة ص 13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عطاؤه قِسَم وصُنعهُ حكم . والصلاة والسلام على أفضلِ من نصح وأعدلِ من حكم سيدنا محمد سيدِ الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين
( وبعد ) فيقول أفقر العباد إلى مولاه الغني عبد المجيد الشرنوبي الأزهري - بلّغه الله الأمل ووفقه لصالح العمل - : لما كانت حكم السيد السري العارف بالله تعالى سيدي أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري مِنْ أنفع ما يَتَوَصَّلُ به المريد إلى معرفة طريق العارفين الموصلة إلى ذي العرش المجيد لاشتمالها على دقائق التوحيد المنيفة مع اختصار عباراتها الرائقة اللطيفة أردت أن أشرحها بشرح وسط خال من التطويل والغلط يراه الناظر لها كالمصباح ويتحقق أنه ثمرة ما غرسه الشراح . فإني دخلت بستان العارفين الأعلام واجتنيت يانع الثمرات من حدائق الأفهام وقربت للجاني الجنى ورجوت من الله بلوغ المنى مع اعترافي بأن باعي قصير وذهني كليل لكن أردت التشبه بهؤلاء السادة على حد ما قيل :
فَتَشَبَّهوا أن لم تكونُوا مثلَهم إن التَّشَبُّهَ بالكرام فلاح
وقد اختبرتها بالعد فإذا هي مائتان وأربع وستون حكمة غير مكاتباته لبعض إخوانه ومناجاته المشتملة على الحكم المهمة فاخترت أن أذكر كل حكمة بتمامها بين قوسين وأتبعها بالشرح ليقرب للناظر فهمها وتقر منه العين . وقصدت بذلك دخولي في عداد من خدم حكم هذا العارف الكبير راجياً الاستمداد من بحر أفضاله فإنه ذو المدد الشهير وقد فتح على كثير من أهل الأزهر ببركاته . نفعنا الله به وأعاد علينا من باهر نفحاته
كان رضي الله عنه ترجمان الحقيقة ومعدن السلوك والطريقة مالكي المذهب نشأ بالإسكندرية وكانت وفاته سنة تسع وسبعمائة بمصر المحمية وعلى مقامه في سفح الجبل من الأنوار ما يبهر الزوار
ثم اعلم أن الحكم جمع حكمة وهي كل كلمة حصل لك بها نفع وقال العلامة الأمير : الحِكَم جمع حكمة وهي العلم النافع وليس ذلك إلا علم الشريعة الشامل للفقه والتوحيد والتصوف لكن لما كان علم التصوف هو العلم الباحث عن تهذيب النفس وتصفيتها من الصفات المذمومة والتنبيه على ما يعرض للعبادات والمعاملات من الآفات المهلكة كالكِبْر والرياء والعجب وتعريف الطرق المخلصة من ذلك كان أنفع العلوم فخص باسم الحكم ا ه
الحِكَم
- نقصان الرجاء عند الاعتماد على العمل . . ص 14
وهذا أوان الشروع في المقصود . فأقول متوسلاً في القبول بحبيب الملك المعبود :
قال العارف رضي الله عنه :
من علامة الاعتمادِ على العَمَلِ نُقْصانُ الرَّجاءِ عند وجودِ الزَّللِ
يعني أن من علامات تعويل العامل على عمله أن ينقص رجاؤه في رحمة الله عند وجود زلله . ومفهومه رجحان الرجاء عند التحلي بالعمل والتخلي عن الزلل وهذه الحكمة إنما تناسب العارفين الذين يشاهدون أن الأعمال كلها من رب العالمين لملاحظتهم قوله سبحانه في كتابه المكنون : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ( 96 ) الصافات
ص 15
تَعْمَلُونَ } فلا يعظم رجاؤهم بالأعمال الصالحة حيث إنهم لا يشاهدون لأنفسهم عملاً ولا ينقص أملهم في رحمة الله إذا قصروا في الطاعة أو اكتسبوا زللا لأنهم غرقى في بحار الرضا بالأقدار متمسكون بحبل قضاء { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } ( 68 ) القصص فإن الرضا بالقضاء واجب من حيث إرادته له ومذموم من حيث الكسب ما انفكت الجهة . وقد قال المصنف في بعض قصائده :
ولا يَمْنَعْهُ ذنبٌ من رَجَاءٍ فإنَّ الله غَفارُ الذُّنوب
وأما السالكون فإنما يناسبهم الفرح بصالح العمل وتقديم الخوف المستلزم لنقصان الرجاء عند وجود الزلل على حد قول الإمام الدردير :
وغَلِّبِ الخوفَ على الرجاءِ وسِرْ لمولاك بلا تناءِ
لا سيما في هذه الأزمنة التي رقت فيها الديانة وكثرت الجراءة على المعاصي وقلَّتْ فيه الأمانة . فإن الله تعالى جعل الأعمال الصالحة سبباً لرفع الدرجات بدار القرار والأعمال الطالحة موجبة للدرك الأسفل من النار قال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ( 5 ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ( 6 ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ( 7 ) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( 8 ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ( 9 ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ( 10 ) } الليل وإنما بدأ المصنف بما يناسب مقام العارفين وإن كان مقتضى الترقي البداءة بمقام السالكين من الحث على حسن المتاب والتمسك بالأسباب الموصلة إلى الكريم التواب ليكون السالك حسن البداية التي بها تشرق النهاية . فمقصوده بهذه الحكمة تنشيط السالك المجد في الأعمال ورفع همته عن الاعتماد عليها واعتماده على محض فضل ذي العزة والجلال . كما أشار لذلك ابن الفارض بقوله :
التجريد المقبول . .
الإثنين ديسمبر 01, 2014 6:10 am من طرف عبدالقـــادر
» ارخص اسعار الحج السياحى طيران من مصر مع سلطانة تورز 2014
السبت يونيو 07, 2014 3:59 am من طرف احمد تركى
» فك السحر فك العمل فك المس علاج المس فلاج قراني للسحر
الخميس ديسمبر 26, 2013 11:00 am من طرف انا فيروز
» بشـــــــــــــــــــرى لكـــــــل ربــه منزل وسيده اخيــــــــرا
الإثنين ديسمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف انا فيروز
» الهي ادعوك وارجوك فما من اله غيرك يدعى فيرجى فيجيب الا انت يا الله
الأحد أكتوبر 21, 2012 1:05 am من طرف amho2005
» عيد الاضحىالمبارك اعاده الله علينا وعليكموعلى كل من قال لااله الا الله محمد رسول الله بكل الخير والسلام
السبت أكتوبر 13, 2012 8:08 am من طرف سلطان العاشقين
» يسرنا نحن مكتب أبراج مكة للعمرة والزيارة أن نقدم خدماتنا لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وأداء مناسك العمرة . وخدماتنا متمثلة في :
الخميس يونيو 28, 2012 2:50 am من طرف سلطان العاشقين
» عجبت لابن ادم كيف لايسال مولاه في كل حال فيما يريد 00 ويسال الخلق الحلول
الثلاثاء يونيو 26, 2012 11:49 am من طرف سلطان العاشقين
» الحب الحب لله والحب بالله 0 والحب لكل ماخلق الله 0 الحب طريق الايمان
الأربعاء مايو 30, 2012 1:47 am من طرف سلطان العاشقين