الاولياء والابتلاء واسراره
الإبتلاء
قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز :
" و هو الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور "
سؤال يخطر ببال كل إنسان مؤمنا كان أو كافرا ، ألا و هو : لماذا خلق الله الدنيا ، الدنيا هذه الدار المحفوفة بالبلاء و المصائب و الرزايا ؟
لماذا الموت و الحياة ، لماذا لم يخلق الله الخلق في نعيم دائم ؟ أهو محتاج إلى أن يبتليهم ، أم أن فائدة تصل إليه من بلائهم أو نعيمهم حتى يبتلي هؤلاء و ينعم هؤلاء .
و الجواب : أن الله سبحانه و تعالى لما خلق الخلق ، خلقهم و هو غني عنهم ، لم يخلقهم لوحشة أصابته فأراد أن يستأنس بهم و العياذ بالله فالله سبحانه غني بذاته ، لا يحتاج إلى أي شيء ، و إنما الأنس و الحاجة إلى الخلق كلها من مخلوقاته . إذا لماذا الخلق ؟
الخلق و كما قال سبحانه في الحديث القدسي على لسان سيد خلقه أبي القاسم محمد ص :
" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف " إذا لهذا السبب كان الخلق !
حبا في المعرفة ، أحب الله أن يعرف ، و بماذا يعرف ؟ يعرف بأنه كريم ، رحيم ، ودود ، جواد ، حكيم ، خبير ، علي ، قدير ، حميد مجيد ، له الأسماء الحسنى و الأمثال العليا ، يعرف بما هو كله خير ، وبما هو أهله.
ولكن نرجع و نسأل ، إذا أراد الله أن يعرف بهذه الصفات الحسنى، لماذا البلاء ؟ لماذا المصائب ؟ كان الأولى أن يجعل الحياة كلها جنان و كلها نعيم و لا حاجة إلى الرزايا و المتاعب لأنها دليل قسوة و العياذ بالله لا دليل رحمة ، فالله ليس من صفاته القاسي ، أعوذ بالله ، بل الرحيم ، لماذا الفقر و الله من صفاته الكريم ، لماذا الظلم و الله من صفاته العدل ، وهل هذه الصفات مخلوقة لله ، هل خلق الله القسوة ؟ هل خلق الله البخل ؟ هل خلق الله الظلم و العياذ بالله ، و إذا كان خلقها فلماذا ؟ و إذا لم يخلقها فمن أين جاءت ؟
الجواب : أنه صحيح أراد الله سبحانه أن يعرف بالرحمة و الكرم و العفو و كل ما هو جميل ، وكل ما هو خير ، و لكن كيف تعرف الأشياء إلا بأضدادها ، فكيف نعرف الحياة لو لم يكن هناك موت ، وكيف نعرف العدل لو لم يكن هناك ظلم ، و كيف نعرف الحب لو لم يكن هناك بغض ، و هكذا إنما تعرف الأشياء بأضدادها ، لهذا عندما أراد الله أن ينعم قوم و يتكرم عليهم عذب غيرهم لكي يرى أهل النعيم أهل العذاب فيعرفوا نعمة الله عليهم وفضله سبحانه إذ الغاية هي المعرفة .
وقد يسأل البعض: ما ذنب المعذبين ؟
و الجواب: لأنهم لا يعترفون بنعمة الله عليهم حتى لونعمهم ، فهم ظالمين لأنفسهم و غير قابلين لتلقي الرحمة وهم قساة القلوب لذلك عذبهم .
و قد يقال ما الدليل على ذلك وهم لم يجربوا و لم يختبروا ؟
و ما الدليل على أن أهل النعيم قد اعترفوا بنعمة الله ، إذا كانوا كذلك ، لماذا يعذبهم الله أو يثيبهم على شيء هو خلقه فيهم و جعله فيهم ؟
و الجواب : أولا : أن الله لم يخلق الخلق و يجبرهم على شيء ، بل خلقهم أحرارا . و إنما كان بعضهم مؤمن و طيب و الآخر كافر خبيث بسبب أعمالهم ، لما قبل بعضهم الرحمة و العدل و الإيمان كان مؤمنا، عادلا رحيما، مستحقا لثواب الله و نعيمه ، ولما رفض البعض الرحمة تولدت فيه القسوة ، فالله لم يخلق القسوة ، بل هي نتاج عمل الأشرار ممن رفض الرحمة ، و كذلك هو الظلم نتاج رفض العدل ، و الكفر نتج عن رفض الإيمان ، و إلا فالله لم يخلق إلا كل ما هو خير و صلاح .
ثانيا : حتى لا يقال يا رب إنك لم تختبرنا و لم تجربنا و إذا كنا مطيعين ، فلذلك خلق الله الدنيا و الموت و الحياة لتكون دليلا فقط، و ليس لها أي قيمة أخرى .
فهي ليست محلا للثواب أو العقاب ، أو النعيم أو العذاب ، بل حتى لا يقول البعض أنك يا رب سلبتنا الرحمة و الكرم لذلك لم نعترف بالنعمة لك علينا ، أو يقول البعض أنك يا رب جعلت أهل الجنة في نعيم دائم لذلك اعترفوا بنعمتك ولو ابتليتهم لما شكروا و لكفروا بك .
وخير مثال على ذلك القصة المروية و المذكورة في القرآن الكريم و التي تحكي عن خلق الله عزوجل لآدم أبو البشر على نبينا و على آله و عليه السلام ، فلما أن تم خلق آدم أمر الله الملائكة أن تسجد له ، فسجدوا جميعا إلا إبليس أبى ، فلما سأله الله عن سبب امتناعه وهو العليم قال لعنه الله " أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين " أي أنه اعترض على حكم الله و أراد أن يحتج على إكرامه لآدم عليه ، فأخرجه الله من الجنة " فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين " ، إلا أن اللعين طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون حتى يغوي آدم و أبناءه و يثبت بأنه أفضل منه وأنه لو أتيحت الفرصة لآدم و أبنائه للغواية فلن يكونوا أفضل حالا منه ،"فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " ، فأعطاه الله هذه الفرصة علما منه سبحانه بمعادن كل المخلوقات ، وأن المؤمن كالذهب الخالص شاكرا ذاكرا لله تعالى على كل حال ."إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ، و بهذا تكون الحجة لله على جميع خلقه .
و إذا أراد السائل دليل على أن الله لا يحتاج اختبار الخلق لمعرفة حقائقهم يتجلى له ذلك في اختلاف الاختبار من شخص إلى آخر بحسب درجات الإيمان و درجات اليقين و الصبر ، إلا لما اختلف بلاء الأنبياء و الأولياء عن غيرهم و لكان الجميع سواء في الابتلاء والامتحان ، و على سبيل المثال فإن الله لا يبتلي الخلق بما ابتلى به الحسين (ع) بل يبتلي كل بما يحتمل : على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وقد قال المعصوم (ع) : " عند انتهاء الصبر يأتي الفرج ".
لذلك نرى من لا إيمان له و أهل العصيان و البعد عن الله بلاؤهم قليل أو يكاد يكون معدوم و أكثر أيامهم يقضونها في الترف و الملذات بعيدا عن المصائب إلا ما ندر ، حتى أنه يقال أن رجلا في عهد الرسول (ص) دعاه لطعام في بيته ، فلما دخل (ص) رأى على سور الدار دجاجة و قد باضت على السور فتدحرجت البيضة و سقطت و لم تنكسر ، فتعجب الرسول صفقال الرجل : يا رسول الله لقد علمت أنها لن تنكسر ! فقال الرسول (ص) : و كيف علمت ذلك ، قال : لأن الله لم يبتليني بشيء قط .
فخرج الرسول (ص) من فوره قائلا هذا رجل ليس لله فيه حاجة و إلا لكان ابتلاه .
نعم هكذا تكون حياة من هو بعيد عن الله ، لا يبتلى إلا ما ندر حتى لا يقول يا رب إنك لم تبتلني ببلاء في الدنيا بل جعلتني في نعيم دائم فنسيت ذكرك .
بينما نجد أهل الإيمان و الصبر يقضون معظم حياتهم الدنيوية في بلاء و مصائب و محن إلا ما ندر ، حتى لا يقال إنك يارب ما نعمتهم بل كانوا في بلاء دائم لذلك كانوا دائما بك متصلين و لك ذاكرين و لو نعمتهم لنسوا ذكرك و اشتغلوا باللهو و الرخاء .
و هكذا هو حال الدنيا حتى إذا جاء يوم القيامة أدخل الله أهل الجنة الجنة و أهل النار النار كل بما كانوا يعملون ، وكانت لله الحجة على جميع الخلق .
هذا من جانب ، و من جانب آخر لو رأينا حقيقة البلاء الذي يصيب المؤمن و حقيقة النعيم الذي يناله الكافر في هذه الدنيا ، لرأينا أن الكافر يعيش في جحيم دائم في الدنيا قبل الآخرة ، لا يجلي كدره نعيم الدنيا ، و كأن مكانه في الآخرة يفيض عليه من شقائه ، "و من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا " ، فتجدة غير راض عن أحواله مهما كانت ، دائما مضطرب ، دائما خائف من زوال النعمة ، خائف من المرض ، خائف من الفقر ، خائف من الموت ، خائف من كل شيء ماعدا الله ، حتى لو ضحك لا يزيده الضحك إلا هما و غما ، لذلك نراه يفيض من حزنه و شقاءه على من حوله
، فيقتل هذا و يسلب هذا و يظلم ذاك ، لعله يرتاح و لكنه رغم ذلك لا يشعر بالراحة .
بعكس حالة المؤمن فهو في نعيم دائم و بلاء الدنيا لا يستطيع أن يكدر عليه صفو هنائه و اتصاله بالله سبحانه و تعالى ، جنته في صدره ، و نعيمه بذكره لربه و رضا ربه عنه ، فإذا كان الله عنه راضيا فهو لا يبالي بسواه بل تهون عليه كل مصيبة ، "إلهي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي" أي لا أبالي بما يصيبني من مكاره الدهر ، فسعادة رضاك لا يعكر صفوها شيء ، لذلك فهو دائما يستقبل البلاء بنفس مطمئنة ،راضية بقضاء الله ، واثقة من رحمة الله ، بل أنه يصل إلى مرحلة من الحب لله أن يحب ما يصيبه من بلاء لعلمه أنه من الله ، و مما أوحي الله إلى نبيه دادود على نبينا و على آله و عليه السلام أنه قال " من أحب حبيبا صدق قوله ، و من أنس بحبيب قبل قوله و رضي فعله ، و من وثق بحبيب اعتمد عليه ، و من اشتاق لحبيب جد في السير إليه ".
الإبتلاء
قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز :
" و هو الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور "
سؤال يخطر ببال كل إنسان مؤمنا كان أو كافرا ، ألا و هو : لماذا خلق الله الدنيا ، الدنيا هذه الدار المحفوفة بالبلاء و المصائب و الرزايا ؟
لماذا الموت و الحياة ، لماذا لم يخلق الله الخلق في نعيم دائم ؟ أهو محتاج إلى أن يبتليهم ، أم أن فائدة تصل إليه من بلائهم أو نعيمهم حتى يبتلي هؤلاء و ينعم هؤلاء .
و الجواب : أن الله سبحانه و تعالى لما خلق الخلق ، خلقهم و هو غني عنهم ، لم يخلقهم لوحشة أصابته فأراد أن يستأنس بهم و العياذ بالله فالله سبحانه غني بذاته ، لا يحتاج إلى أي شيء ، و إنما الأنس و الحاجة إلى الخلق كلها من مخلوقاته . إذا لماذا الخلق ؟
الخلق و كما قال سبحانه في الحديث القدسي على لسان سيد خلقه أبي القاسم محمد ص :
" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف " إذا لهذا السبب كان الخلق !
حبا في المعرفة ، أحب الله أن يعرف ، و بماذا يعرف ؟ يعرف بأنه كريم ، رحيم ، ودود ، جواد ، حكيم ، خبير ، علي ، قدير ، حميد مجيد ، له الأسماء الحسنى و الأمثال العليا ، يعرف بما هو كله خير ، وبما هو أهله.
ولكن نرجع و نسأل ، إذا أراد الله أن يعرف بهذه الصفات الحسنى، لماذا البلاء ؟ لماذا المصائب ؟ كان الأولى أن يجعل الحياة كلها جنان و كلها نعيم و لا حاجة إلى الرزايا و المتاعب لأنها دليل قسوة و العياذ بالله لا دليل رحمة ، فالله ليس من صفاته القاسي ، أعوذ بالله ، بل الرحيم ، لماذا الفقر و الله من صفاته الكريم ، لماذا الظلم و الله من صفاته العدل ، وهل هذه الصفات مخلوقة لله ، هل خلق الله القسوة ؟ هل خلق الله البخل ؟ هل خلق الله الظلم و العياذ بالله ، و إذا كان خلقها فلماذا ؟ و إذا لم يخلقها فمن أين جاءت ؟
الجواب : أنه صحيح أراد الله سبحانه أن يعرف بالرحمة و الكرم و العفو و كل ما هو جميل ، وكل ما هو خير ، و لكن كيف تعرف الأشياء إلا بأضدادها ، فكيف نعرف الحياة لو لم يكن هناك موت ، وكيف نعرف العدل لو لم يكن هناك ظلم ، و كيف نعرف الحب لو لم يكن هناك بغض ، و هكذا إنما تعرف الأشياء بأضدادها ، لهذا عندما أراد الله أن ينعم قوم و يتكرم عليهم عذب غيرهم لكي يرى أهل النعيم أهل العذاب فيعرفوا نعمة الله عليهم وفضله سبحانه إذ الغاية هي المعرفة .
وقد يسأل البعض: ما ذنب المعذبين ؟
و الجواب: لأنهم لا يعترفون بنعمة الله عليهم حتى لونعمهم ، فهم ظالمين لأنفسهم و غير قابلين لتلقي الرحمة وهم قساة القلوب لذلك عذبهم .
و قد يقال ما الدليل على ذلك وهم لم يجربوا و لم يختبروا ؟
و ما الدليل على أن أهل النعيم قد اعترفوا بنعمة الله ، إذا كانوا كذلك ، لماذا يعذبهم الله أو يثيبهم على شيء هو خلقه فيهم و جعله فيهم ؟
و الجواب : أولا : أن الله لم يخلق الخلق و يجبرهم على شيء ، بل خلقهم أحرارا . و إنما كان بعضهم مؤمن و طيب و الآخر كافر خبيث بسبب أعمالهم ، لما قبل بعضهم الرحمة و العدل و الإيمان كان مؤمنا، عادلا رحيما، مستحقا لثواب الله و نعيمه ، ولما رفض البعض الرحمة تولدت فيه القسوة ، فالله لم يخلق القسوة ، بل هي نتاج عمل الأشرار ممن رفض الرحمة ، و كذلك هو الظلم نتاج رفض العدل ، و الكفر نتج عن رفض الإيمان ، و إلا فالله لم يخلق إلا كل ما هو خير و صلاح .
ثانيا : حتى لا يقال يا رب إنك لم تختبرنا و لم تجربنا و إذا كنا مطيعين ، فلذلك خلق الله الدنيا و الموت و الحياة لتكون دليلا فقط، و ليس لها أي قيمة أخرى .
فهي ليست محلا للثواب أو العقاب ، أو النعيم أو العذاب ، بل حتى لا يقول البعض أنك يا رب سلبتنا الرحمة و الكرم لذلك لم نعترف بالنعمة لك علينا ، أو يقول البعض أنك يا رب جعلت أهل الجنة في نعيم دائم لذلك اعترفوا بنعمتك ولو ابتليتهم لما شكروا و لكفروا بك .
وخير مثال على ذلك القصة المروية و المذكورة في القرآن الكريم و التي تحكي عن خلق الله عزوجل لآدم أبو البشر على نبينا و على آله و عليه السلام ، فلما أن تم خلق آدم أمر الله الملائكة أن تسجد له ، فسجدوا جميعا إلا إبليس أبى ، فلما سأله الله عن سبب امتناعه وهو العليم قال لعنه الله " أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين " أي أنه اعترض على حكم الله و أراد أن يحتج على إكرامه لآدم عليه ، فأخرجه الله من الجنة " فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين " ، إلا أن اللعين طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون حتى يغوي آدم و أبناءه و يثبت بأنه أفضل منه وأنه لو أتيحت الفرصة لآدم و أبنائه للغواية فلن يكونوا أفضل حالا منه ،"فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " ، فأعطاه الله هذه الفرصة علما منه سبحانه بمعادن كل المخلوقات ، وأن المؤمن كالذهب الخالص شاكرا ذاكرا لله تعالى على كل حال ."إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ، و بهذا تكون الحجة لله على جميع خلقه .
و إذا أراد السائل دليل على أن الله لا يحتاج اختبار الخلق لمعرفة حقائقهم يتجلى له ذلك في اختلاف الاختبار من شخص إلى آخر بحسب درجات الإيمان و درجات اليقين و الصبر ، إلا لما اختلف بلاء الأنبياء و الأولياء عن غيرهم و لكان الجميع سواء في الابتلاء والامتحان ، و على سبيل المثال فإن الله لا يبتلي الخلق بما ابتلى به الحسين (ع) بل يبتلي كل بما يحتمل : على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وقد قال المعصوم (ع) : " عند انتهاء الصبر يأتي الفرج ".
لذلك نرى من لا إيمان له و أهل العصيان و البعد عن الله بلاؤهم قليل أو يكاد يكون معدوم و أكثر أيامهم يقضونها في الترف و الملذات بعيدا عن المصائب إلا ما ندر ، حتى أنه يقال أن رجلا في عهد الرسول (ص) دعاه لطعام في بيته ، فلما دخل (ص) رأى على سور الدار دجاجة و قد باضت على السور فتدحرجت البيضة و سقطت و لم تنكسر ، فتعجب الرسول صفقال الرجل : يا رسول الله لقد علمت أنها لن تنكسر ! فقال الرسول (ص) : و كيف علمت ذلك ، قال : لأن الله لم يبتليني بشيء قط .
فخرج الرسول (ص) من فوره قائلا هذا رجل ليس لله فيه حاجة و إلا لكان ابتلاه .
نعم هكذا تكون حياة من هو بعيد عن الله ، لا يبتلى إلا ما ندر حتى لا يقول يا رب إنك لم تبتلني ببلاء في الدنيا بل جعلتني في نعيم دائم فنسيت ذكرك .
بينما نجد أهل الإيمان و الصبر يقضون معظم حياتهم الدنيوية في بلاء و مصائب و محن إلا ما ندر ، حتى لا يقال إنك يارب ما نعمتهم بل كانوا في بلاء دائم لذلك كانوا دائما بك متصلين و لك ذاكرين و لو نعمتهم لنسوا ذكرك و اشتغلوا باللهو و الرخاء .
و هكذا هو حال الدنيا حتى إذا جاء يوم القيامة أدخل الله أهل الجنة الجنة و أهل النار النار كل بما كانوا يعملون ، وكانت لله الحجة على جميع الخلق .
هذا من جانب ، و من جانب آخر لو رأينا حقيقة البلاء الذي يصيب المؤمن و حقيقة النعيم الذي يناله الكافر في هذه الدنيا ، لرأينا أن الكافر يعيش في جحيم دائم في الدنيا قبل الآخرة ، لا يجلي كدره نعيم الدنيا ، و كأن مكانه في الآخرة يفيض عليه من شقائه ، "و من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا " ، فتجدة غير راض عن أحواله مهما كانت ، دائما مضطرب ، دائما خائف من زوال النعمة ، خائف من المرض ، خائف من الفقر ، خائف من الموت ، خائف من كل شيء ماعدا الله ، حتى لو ضحك لا يزيده الضحك إلا هما و غما ، لذلك نراه يفيض من حزنه و شقاءه على من حوله
، فيقتل هذا و يسلب هذا و يظلم ذاك ، لعله يرتاح و لكنه رغم ذلك لا يشعر بالراحة .
بعكس حالة المؤمن فهو في نعيم دائم و بلاء الدنيا لا يستطيع أن يكدر عليه صفو هنائه و اتصاله بالله سبحانه و تعالى ، جنته في صدره ، و نعيمه بذكره لربه و رضا ربه عنه ، فإذا كان الله عنه راضيا فهو لا يبالي بسواه بل تهون عليه كل مصيبة ، "إلهي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي" أي لا أبالي بما يصيبني من مكاره الدهر ، فسعادة رضاك لا يعكر صفوها شيء ، لذلك فهو دائما يستقبل البلاء بنفس مطمئنة ،راضية بقضاء الله ، واثقة من رحمة الله ، بل أنه يصل إلى مرحلة من الحب لله أن يحب ما يصيبه من بلاء لعلمه أنه من الله ، و مما أوحي الله إلى نبيه دادود على نبينا و على آله و عليه السلام أنه قال " من أحب حبيبا صدق قوله ، و من أنس بحبيب قبل قوله و رضي فعله ، و من وثق بحبيب اعتمد عليه ، و من اشتاق لحبيب جد في السير إليه ".
الإثنين ديسمبر 01, 2014 6:10 am من طرف عبدالقـــادر
» ارخص اسعار الحج السياحى طيران من مصر مع سلطانة تورز 2014
السبت يونيو 07, 2014 3:59 am من طرف احمد تركى
» فك السحر فك العمل فك المس علاج المس فلاج قراني للسحر
الخميس ديسمبر 26, 2013 11:00 am من طرف انا فيروز
» بشـــــــــــــــــــرى لكـــــــل ربــه منزل وسيده اخيــــــــرا
الإثنين ديسمبر 02, 2013 12:47 pm من طرف انا فيروز
» الهي ادعوك وارجوك فما من اله غيرك يدعى فيرجى فيجيب الا انت يا الله
الأحد أكتوبر 21, 2012 1:05 am من طرف amho2005
» عيد الاضحىالمبارك اعاده الله علينا وعليكموعلى كل من قال لااله الا الله محمد رسول الله بكل الخير والسلام
السبت أكتوبر 13, 2012 8:08 am من طرف سلطان العاشقين
» يسرنا نحن مكتب أبراج مكة للعمرة والزيارة أن نقدم خدماتنا لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وأداء مناسك العمرة . وخدماتنا متمثلة في :
الخميس يونيو 28, 2012 2:50 am من طرف سلطان العاشقين
» عجبت لابن ادم كيف لايسال مولاه في كل حال فيما يريد 00 ويسال الخلق الحلول
الثلاثاء يونيو 26, 2012 11:49 am من طرف سلطان العاشقين
» الحب الحب لله والحب بالله 0 والحب لكل ماخلق الله 0 الحب طريق الايمان
الأربعاء مايو 30, 2012 1:47 am من طرف سلطان العاشقين